صوري

أهلا بك عزيزي

آمل أن تكون مشاركا لي في طروحاتي و متفاعلا معها ، فلا تغادر قبل أن تترك أثرا

الأحد، سبتمبر 19، 2021

شرح وتحليل أَلا یا ظِباءَ الرَّملِ أَحسن صُحبَتي للشاعر عبيد بن أيوب العنبري

شرح وتحليل 

أَلا یا ظِباءَ الرَّملِ أَحسن صُحبَتي

للشاعر عبيد بن أيوب العنبري

عصام الأشقر/ الأردن

مقدمة:

نشرت مجلة المورد في الصفحات 121 -136 دراسة عن الشاعر عبيد بن أيوب العنبري، وجاء ملحقا بالدراسة ديوان الشاعر الذي لم أجد منه نسخة مطبوعة سواها، وقد جاءت الدراسة بعنوان ( عبيد بن أيوب العنبري، حياته وما بقي من شعره)[1].

سيرته:

هو شاعر أموي، ويعد من الشعراء الصعاليك، وقد استشهدت معاجم اللغة بشعره -على الرغم من ندرته- كـ (لسان العرب) و(مقاييس اللغة)، والكثير من الكتب في تقديمها للشواهد الشعرية، وعلى الرغم من ذلك فهو من الشعراء غير المعروفين، لقلة ما وصلنا من شعره، وقد اشتهر شعره بوصف الطبيعة الوحشية، وتعبيره عن الخوف والهرب، ومعاشرته للغول والسعلاة وغيرها من الوحوش الخيالية.

قال عنه كتاب (الدر الفريد) : "هو أحد لصوص العرب"[2]، وبهذه الصفة وصفته العديد من الكتب القديمة، إلا أن محقق أشعاره يقول: إن الصورة التي يقدمها شعره صورة لم أجد في طواياها ملامح الشر، ولم أتلمس في بواطنها ما يظهر بهذه الخصلة.. وأنه لم يجد مبررا حقيقيا لإلصاق اللصوصية به حيثما ذكر، ويتسأءل عمن منح هؤلاء الكتاب الحق في إلصاق التهمة والإصرار على إلحاقها باسمه بشكل شامل[3]

أما كتاب (الشعر والشعراء) فيذكره بقوله: "هو من بنى العنبر. وكان جنى جناية، فطلبه السلطان وأباح دمه، فهرب فى مجاهل الأرض، وأبعد لشدّة الخوف، وكان يخبر في شعره أنّه يرافق الغول والسّعلاة، ويُبَايتُ الذئاب والأفاعي، ويأكل مع الظباء"[4]، ومما جاء في ذكرة في كتاب سمط اللآلي لأبي عبيد البكري قوله: (والمحفوظ في كنيته أبو المطراب بالباء[5]،

قال الشاعر عبيد بن أيوب قصيدته التي نراه يعبر فيها عن شجاعته، ويطلب صحبة الكثير من الحيوانات الوحشية، محاولا أحيانا أن يكون رفيقها، وفي أحايين أخر نجده يقسو عليها كما قست عليه الحياة وجعلته يعايش مصاعب الحياة ومرارتها، فيقول مخاطبا الظباء اللواتي كن يرين فيه أنه قليل الأذى: (الطويل)

أَلا یا ظِباءَ الرَّملِ أَحسن صُحبَتي  وَأخفینَني إِن كانَ یَخفى مَكانِیا

وَبِتُّ ضَجیعَ الأُسودِ الجَونِ بِالغَضا كَثیراً وَأَثناءُ الحَشاشِ وسادِیا

فَقَد لاقَت الغِزلانُ مِنّي بلیة         وَقَد لاقَت الغیلانُ مِنّي الدَّواهِیا

وَمِنهُنَّ قَد لاقَیتُ ذاكَ فَلَم أَكُن       جَباناً إِذا هَولُ الجَبانِ اِعتَرانِیا

أَذقتُ المَنایا بَعضَهُنَّ بِأَسهُمي        وَقَدَّدنَ لحمي وَاِمتَشَقنَ ردائِیا

سبب اختيار النص:

قمت باختيار النص لما لمسته في هذه الأبيات من أُنس ووحشة، وعزة وفخر بالذات، فقد لفت نظري مخاطبته للظباء، وهو الهارب المطلوب والمهدور دمه وكيف يحاول أن يتشبث بالحياة حتى الرمق الأخير، حتى أن الأمر يصل به إلى أن يذيق الغزلان والغيلان والمنايا بعضاً من أسهمه التي امتشقها للقتال في وجه كل ما يعترضه.

مناسبة النص:

مما يبدو لي من خلالي قراءتي للقصيدة أن الشاعر قال قصيدته للتعبير عما يعانيه من وحشة وتفرد، وكأني به يحاول أن يشدّ من أزر ذاته ويقويها

الأبيات ومعاني مفرداتها مع الشرح:

أَلا یا ظِباءَ الرَّملِ أَحسن صُحبَتي  وَأخفینَني إِن كانَ یَخفى مَكانِیا

المعاني: ظباء: مفردها ظبي، وهو نوع من الغزلان. الرمل: يقصد به الصحراء. صحبتي: صداقتي. أخفينني: خبئنني

الشرح: يخاطب الشاعر قطيع الظباء، ويطلب إليه أن يكون صاحبه وصديقه، وبما أنه يعيش حالة من الخوف والهرب، فإنه يطلب من هذه الظباء أن تخبئه لتخفي مكانه عمن يطلبونه.

اعتمد الشاعر هنا على أسلوب النداء، ليشعر بالألفة، وليبعد عنه الوحشةَ من خلال الإحساس بأن هناك من يخاطبه ويدعوه، وإن له أصحابا يساعدونه ويطمسون آثاره عن أعدائه. فقد جاء استخدامه للصحبة دليلا على ما يشعر به من وحشه يرغب في طمسها، أما استخدامه للفظتي اخفى ويخفي فكانت للدلالة على مدى خوفه، على الرغم يحاول مما يظهره من شجاعة.

وَبِتُّ ضَجیعَ الأُسودِ الجَونِ بِالغَضا كَثیراً وَأَثناءُ الحَشاشِ وسادِیا

المعاني: بت: من الفعل بات بمعنى أمضى الليل أو نام الليل.  ضجيع: رفيق الفراش  الجون:  اللون الأسود تخالطه حمرة وقيل اللون الأبيض. الغضا: نبات صحراوي شديد الاشتعال. أثناء: طيات ومفردها ثنية. الحشاش: الأعشاب. وساديا: مخدة النوم.

الشرح: يقول أنه بات ليلة مقتسما فراشه مع الأسود البيض بين شجيرات الغضا، وقد اتخذ من الحشائش وسادته.

يحمل هذا البيت الكثير من المعاناة والوحشة، حتى لقد أصبح الشاعر رفيق الوحوش والسباع، ينام وإياها سويا دون خوف من سطوتها، ونلحظ أيضا استخفافه بالأسود، وهو الذي تهابه الغيلان التي هي أدهى وأكثر رعبا من الأسود. 

فَقَد لاقَت الغِزلانُ مِنّي بلیة         وَقَد لاقَت الغیلانُ مِنّي الدَّواهِیا

المعاني: لاقت: وجدت. الغزلان: مفردها غزال وهو من المخلوقات الرقيقة غير المؤذية. بلية : مصيبة وشرَ، الغيلان: مفردها غول ، وهو كائن أسطوري، خيالي يتغذى على أكل البشر كما تقول الأساطير، الدواهيا: المصائب والبلايا

الشرح: يعمل الشاعر هنا على إكمال صورة الشجاعة التي رسمها لنفسه من خلال معايشته للأسود، ونومه معها، ولكن الأمر لا يقف عند هذا الحد، بل نجده يفرض سطوته على كل ما حوله من غزلان وغيلان وغيرها، حيث يُنزلُ عليها شدته وقوته وجبروته من خلال ما يُوقع بها من مصائب وبلايا ودواهٍ.

ويلاحظ هنا أنه شمل في جبروته الضعيف والقوي، فهو يتشبث بالحياة أمام كل ما يمكن أن يسلبها ومقدراتها منه، حتى لو كانت الغزلان الضعيفة الرقيقة، ونلاحظ أنه استخدم حرف (قد) الذي يفيد التحقيق من خلال اتباعه بالفعل الماضي ليؤكد وقوع هذه الأفعال الرهيبة منه تجاه كل ما يقترب منه.

وَمِنهُنَّ قَد لاقَیتُ ذاكَ فَلَم أَكُن       جَباناً إِذا هَولُ الجَبانِ اِعتَرانِیا

المعاني: لاقيتُ: واجهتُ وذقتُ. ذاك: إشارة إلى العذاب والمصائب والبلايا  التي أوقعها على الغزلان والغيلان. جبانا: خائفا رعديدا، هول: الرعب والفزع والخوف الشديد. اعترانيا: أصابني وحل بي وتملكني.

الشرح: يقول أنه مثلما بطش وأصاب، فقد أصابه منهن مثل ذلك الذي ارتكبه من بطش وجبروت وبلايا ومصائب، ولكنه وعلى الرغم من شدة الموقف عليه إلا أنه لم يكن جبانا خائفا، حتى وإن أصابه الرعب والخوف والفزع الذي يصيب الجبان، ولكن هذا الأثر لا يظهر عليه.

فهو يحاول في هذا البيت أن يتحلى بالشجاعة ويظهر الجَلَد والقوّةَ، وإن لم يكن يمتلكها، ويمكن أن نلمح ذلك من خلال تقديمه لشبه الجملة (منهن) على الفعل (لاقيت) مما يظهر قوة تأثّره بهن، فقدمهن على الفعل.  

أَذقتُ المَنایا بَعضَهُنَّ بِأَسهُمي        وَقَدَّدنَ لحمي وَاِمتَشَقنَ ردائِیا

المعاني: أذقت: جعلتها تذوق وتتجرع. المنايا: مفردها منية وهي الموت. أسهمي: سلاحي ومفردها سهم وهو النبل الذي يُرمى عن القوس. قددن: من الفعل قدد، ويعني التقطيع الطولي للحم. امتشقن: حملن وهي مأخوذة من امتشق السيف أو السلاح بمعنى حمله وتقلده. ردائيا: ما ألبسه من ملابس تغطي الجسم.

الشرح: يختم الشاعر الأبيات بإظهار أقصى درجات الشجاعة والقوة، فهو يحارب الموت ويقضي عليه بأسهمه التي يرميها عليه، على الرغم مما أذاقه الموت من قتل، فقد قطع لحمه ولبس رداءه، ولكنها الروح المقاومة التي ترفض الاستسلام، وتقاوم الموت بكل ما أوتيت من قوة وبأس.

الخاتمة:

من خلال دراستنا لهذه المقطوعة تبين أن الشاعر يتملك الكثير من القوة والشجاعة والبأس على الرغم مما اتصف به شعره من الخوف والهرب بشكل عام، فقد استطاع أن يزرع في أذهاننا صورة غير تلك التي نعرفها من خلال مجموع شعره وما تناقله الدارسون عنه. وعلى هذا يمكن اعتبار هذه القصيدة نقطة تحول وتغيير مسار في مجال قراءة أشعار عبيد بن أيوب العنبري.

 

 

 

 



[1] نوري حمود القيسي، شعر عبيد بن أيوب العنبري، مجلة المورد صيف 1976، المجلد الثالث، العدد 2، ص 121

[2] محمد بن أيدمر المستعصمي، الدر الفريد وبيت القصيد، ط1 مدار الكتب العلمية، بيروت، لبنان2015م، ج5 ص107

[3] ينظر: نوري حمود القيسي، سابق 121

[4] ابن قتيبة الدينوري (ت276هـ)، الشعر والشعراء، دار الحديث، القاهرة، 1423هـ ، ج2 ص771

[5]  أبو عبيد البكري (ت487 هـ)، سمط اللآلي في شرح أمالي القالي، نسخه وصححه وحقق ما فيه وخرجه وأضاف إليه عبد العزيز الميمني، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان ج1 ص384  

الثلاثاء، يوليو 29، 2008

إباء

عصام الأشقر



اصعد و توجّه نحو الشمس
و اركب ..أشرعة الليل ..و غامر ..
لا شيء ستخسره من هذي الدنيا ..
إلا الذّل الناشر من حولك ..أوحال الرجس

يا هذا العربي الثائر
انهض من وحل الأيام ..
و اصنع من بؤسك مشكاة
ليمر إليك ضياء الشمس
و انفض أوجاع الأمس عن الكاهل
و انهض بركانا يأبى أن يمسي في قلب الرمسْ

الذل لقد طال مداه ..
و الليل قد امتدّ دجاه
و العسف يغطينا أذاه
و النوم لقد ملّت دنياه خطانا
يأمرنا أن ننهض
فانهض و اصعد و توجّه منتصرا بالحق ..مرفوع الرأس
1988

الجمعة، يوليو 18، 2008

طفل الحجارة


عصام الأشقر

ملك تتوّج بالحجارةْ
ملك و من زنديه تنبت كل أشكال الجسارةْ
ملك و يعلن روحه جسراً لمعنى الانتماءْ
و قلبه أفقهْ
فاقرأ تفاصيل الحياة بنبضهِ
تجد الترابْ .. قلبا كبيرْ
تجد الصخورْ
غرسا سينبت نبع نورْ
تجد الشوارع و الحصى و الأرصفهْ
متراسه العالي الذي يسمو بهيّا كالقمرْ
دبابةُ المحتلِّ لعبته التي يلهو بها
لا يعرف التسليم .. لا يخشى الخطر
***
تصحو الشوارع كي تجدْ
أن الطفولة أثمرتْ
أمراءها الحكام
تصحو الحجارة في أيادي الثائرين
منائرا
تصحو البنادق فوق أشجار النضال
للمنشدين منابرا
فقضية النيران تصحو باللهبْ
و سلام من بحثوا السلام إلى جدبْ
هذي أيادينا و تسكنها الرجولة .. و الخشونة
لا الحرير و الذهبْ
هذا زمان الغاضبين لحقهم .. هل من غضبْ؟
هل من بقيّة نخوة في عرق أبناء العرب؟
هل من منادٍ .. مبرزٍ
يدعو إلى نهج قويم مقتضب ؟
ليحطّم الخدر المشرّش في العروقْ
و لِتشتعلْ من تحت كفّيه البروقْ
و يهزَّ أكباداً هوتْ في وحل أفيون التعبْ
و يعيدَ للشمس الشروقْ
***
راياتنا سمقتْ
و كللتِ الشوارع بالظفرْ
راياتنا لن تنطفئْ
لا من حقارة جندهم ... أو حقدهمْ
لا من تخاذل عربنا .. أو ضعفهمْ
بل ترتفعْ
حتى تغطي الشمس ظهرا و القمرْ
***
ملك الزمان
ملك المكان
ملك التوجّه و المسارْ
في الشارع المجبول بالعرق الموشّى بالدماءِ
و بالدموع المضمرةْ
هوت المنابر فوق رأس المنشدين
و بنت ممالك من غضب
و ستُعلَن الكلمات من نصل البنادق
من ميادين اللهبْ
و ستحترقْ
كل المحابر و الورقْ
حتى ترى الدنيا بأن الحقَّ
يلزمه غضبْ
و تقوده كفُّ الملوك القابضين بعزمهم
عنق الطغاةْ

السبت، مارس 29، 2008

الشهيد

يا شُعلةً في دَرْبنا
ستُضيءُ ظُلْمَةَ ليلنا
يا وردةً في قلبنا
قد أَيْنَعَتْ ..
قد أَزْهَرَتْ
في حُلْمنا
ما متَّ في وُجْدَاننا ..
أنتَ الحياةْ
* * *
الأرضُ قد نادَتْكَ .. لبَّيت الندا
و رسَمْتَ مِنْ أَعْماقِ جُرحك .. سُؤدَدا
ناديتَ بِاسْمِ الأرضِ ..و الإنسانِ ..و التَّاريخِ ..
قُمْتَ مُزَمجراً
و أَبَتْ جِراحُك أن تلين و تَسْجُدا
كم كُنْتَ وَحْدَكَ و الجيوشُ مُجازةٌ
لم تَنْتظرْ حتى تَجيئَك .. رافداً
فلقد حَفَرْتَ على القُلُوب تحدِّياً
خُلِّدْتَ صَوْتاً رافضاً ..مُتَمَرِّدا
يا شعلةً في دربنا
ما زلت في وجداننا .. أنت الحياةْ
أنت الحياةَ و أنت من فجَّرتها
نبعاً يفيض إلى الخلود ..
مُـزغردا ..

الناس في بلادنا

إن شخصا واحدا ، لا يطعم أمة و لا يسقيها ، و ذلك عندما نضع بعين الاعتبار تلك المطامع الشخصية التي تحرك هذا الشخص و تصنع سياسته.
و العالم العربي من محيطه إلى خليجه – سبحان الله – لا هم له سوى الرقص و التغني بأمجاد قائد أو زعيم ، لم يصنع شيئا سوى أنه زعيم، و بما أنه الزعيم فقد أمتلك هذه الدولة من جميع أركانها ، فهي دولته و مرعاه الذي يسوق فيه الأغنام البشرية و يحركها وفق ما تقتضي مصالحه و رغباته. فالأغنام و المراعي ملك لصاحب الشأن.
أقفز عبر محطات التلفاز (العربية ) فلا أجد أحدا ، و لا أسمع سوى نغمة واحدة تعبر عن فرحة الشعب بالزعيم ، مع فروق بسيطة من ناحية الاسم و المسمى
أتأمل في التاريخ العربي فلا أجد سوى الأغنام ، و الذئاب و الكلاب المتقاتلة مع بعض الاستثناءات التي لا تكاد تذكر ، فالشعوب العربية في تاريخها الطويل لم تكن سوى أغنام يرعاها شيخ العشيرة أو القبيلة ، أو يرعاها الوالي أو الخليفة أو السلطان أو الرئيس أو الملك أو الأمير و غيرها من المسميات ، و تكون دائما منقادة نحو خدمة مصالح الزعيم ، بغض النظر عن كونها مكرهة أو مختارة ، فالذي نراه ، وا لظاهر لنا هو أنها تحتفل بالزعيم مختارة مندفعة بقوة لا جبر فيها و لا إكراه .
يخطر في بالي أن الشعوب تحب حكامها ، و أراجع نفسي و أنظر في الأمر ، و أتفكر فيه فلا أجد المبرر الذي يسوغ هذا الحب ، و لكن ما الذي تراه يدفع بالجماهير إلى الإحتشاد بهذه الطريقة التي تثير في النفس الغثيان (لمن يتدبر الأمر) . فعندما أنظر في نفسي أثوب إلى رشدي، ترى من هذا الذي يستطيع أن يدفعني لأغني أو أرقص له وبه ؟ فلا أجد أحدا . ترى لو أنه قدم لي بعض المكتسبات المادية على المستوى الشخصي فهل هذا سيكون دافعي للرقص التطبيل و الغناء له ؟ و يزداد عجبي و أتساءل ترى ما الذي قدمه هذا الزعيم أو ذاك لأبناء أمتنا حتى استحق كل هذا الذي أراه من رقص و تطبيل في الشوراع لحياتهم ، هل وصل الدعم لكل هؤلاء و لم يصلني ؟ .

دعوة للوحدة

مازالت الأقلام الفتحاوية تواصل هجمتها الشرسة على حماس ، و لا يزال الحمساويون يصعّدون من لهجتهم تجاه فتح و أبنائها ، فأين هم دعاة التصالح و الحرص على المصلحة الوطنية ، ما زلنا ننتظر أن يطل علينا ذو عقل رشيد ليزيح الغمة و يلهم الأمة إلى طريق قويم تتوحد فيه جميع الرايات ، فتكون فلسطين هي الهم للجميع ، و يكون بيت المقدس هو القبلة التي تشد إليها الرحال كما قال رسولنا الكريم في الحديث المشهور، فلسنا أبناء فتح ولا حماس ولا الشعبية ولاالديمقراطية و لا غيرها. نحن أبناء فلسطين العربية الإسلامية من البحر إلى النهر .أرجو من جميع إخوتي دعاة الوحدة أن يساهموا معي في هذه الحملة التي تعمل على محاربة الدعاوي التي تعمل على ترسيخ التفسخ في النسيج الفلسطيني، وتعمل كمعول هدم في البناء الفلسطيني المتماسك، ليتناثر فنصبح الأخوة الأعداء، فياللعارإن أصبح هذا حالنا. من الكتاب المهاجمين : جمال قبها بقوله طز في حماس و مقال في موقع الكوفية يقول: الفتحاوية يتبادلون النكت السياسة والزهار وهنية لهم نصيب الأسدو مقال ل جمال نزال : إلى الحمار ...و استطلاع الكوفية الذي لا يترك مجالا إلا لاتهام حماس ، و هو استطلاع لا يتصف بالموضوعية و لاالصدق و استنكر عدم اهتمام أي كاتب أو مسؤول بمثل هذه الألفاظ التي ذكرت أما في الجهة المقابلة فيطالعنا عماد عفانة بمقالة بعنوان "لماذا تساهم فصائل المنظمة في ترسيخ حالة الانقسام؟!" وهو عنوان جدير بالوقوف عنده فأين هي الفصائل الفلسطينية و ما هو دورها من حالة الإنقسام الفلسطيني ؟ و لماذا لا تتحرك لتزيل و لتردم هذه الفجوة التي تتسع مع الأيام ؟ و من موقع الجريدة مقال " هذه الحرب المستعرة بين الفريقين أصحاب الرايات الخضراء والصفراء .." أقولها بصراحة إلى متى ستبقى على هذا الحال .. تحقن الشعب بأفكار هدامة وتسمم عقول وأفكار أجيال جديدة. و اتفق كليا مع ما جاء في الجريدة من قول :ماذا سنحصد إذا الجيل الجديد تربى على هذا الكره والحقد ..إذا أردنا فعلا أن نبدأ من نقطة الصفر .. فيجب علينا نبدأ بأول شيء يمكن فعله و هو .. إعلان صحفي مشترك يوقف كافة الحملات التحريضية بين فتح وحماس وعندما تهدأ الأمور، وتستقر النفوس، عندها فقط يمكن أن يُفتح باب الحوار .. لكن أن نقول هيا إلى فتح باب الحوار وما زلنا نشتم ونسب بعضنا البعض بسبب وبدون سبب .. أعتقد بأن هذا عيب ويجب أن يتوقف هذا .. الآن الآن وليس غدا.

الثلاثاء، مارس 25، 2008

الرفض


لشموسٍ تُشرقُ مِلءَ دِمانا
أَشْعلنا الروحَ تحيهْ ..
وعَجَنَّا أَكْداسَ اللَّحمِ بنيرانِ الرفضْ
وَزرَعْنا الحُرِّيةَ بِذرهْ
وَحمَيناها كَيْ تَنْبُتَ فِينا .. نَبْضاً
* * * * *
لأَريجِ عُيُونٌ تَتَشَبَّعُ مِنْ تُرْبة مَاء الزَّهْرْ
أَشْعَلْنا أَرْدِيةَ الشَّمْسْ
ونَـهَضْنا مِنْ رُكْنِ القَهْر النَّاشِرِ
راياتِ النَّصرِ على جَنَباتِ النَّفْسْ
وخَبَزْنا النُّورَ .. بلاداً
ودَعَوْناها ... أَفْكاراً ..
رَفْضـا ..

تناسل

مِنْ لَحْمِنا سَتنْبتُ الزُّهُورْ
وَمنْ دِماءِ قَلْبنا .. ستَرْتَوي جُذُورُها
إنْ تَضْربوا الأَعْناقَ والصُّدُورْ
أَوْ تَقْتُلوا الأَطْفالَ في أَرْحامِ أُمَّهاتهم..
فَإنِّنا ..
سَنُنْطِقْ القُبُورْ
لِكَيْ تُدينَ غَدْرَكُمْ ..
وَنَأْخُذُ التُرابَ تَوْأَماً لِرُوحِنا الجَسُورْ
نُفَجِّرُ الصُخورَ ثوْرَةً وَنَبْدَأْ النُّشُورْ

فجر الخالدين

وتَشُقُّ صَدْرَ الصَّمْت صَرْخةُ طفْلةٍ رُمِيَتْ بنار الحاقدينْ
هَتَفَتْ ليحيا شَعْبُنا وَتمَوَّجَتْ كَلِماتـهُا بِصَدى الأَنينْ
مَهَرتْ بِحِبرِ دمائها أُفُقاً وَلَوْناً أَحْمَراً للنـــاظرينْ
فاْنزاحَ عَنْ آفاقِنا شَبَحُ المَواتِ وَطَلَّ فجرُ الخــالِدينْ
ساقَ الهُدى نوراً يُسَطِّرُ ليْلَنا دَرْباً لِشَعْبِ لا يَليــنْ

الاثنين، مارس 24، 2008

تحية








خَلْفَ السِّياجِ هُناكَ خَلْفَ النَّهْرْ
عنْ أَرضِنا يَنـْزاحُ ليلُ القَهْرْ
في كُلِّ شِبْرٍ منْ ثَرَى .. وَطَني
وَقَفَ الأُباةُ كقطعةٍ منْ صَخْـرْ
هَبُّوا لرَفْض الظُلمِ والظُلاَّم
وَلِيطرُدوا بَصَماتِ لَيْلِ القَـهْرْ
هُمْ رَكَّعوا المحتلَّ هَدُّوا صَرْحَهُ
فَتَهلَّلي يَا أَرْضَنا بالبِـــشْرْ
عُظَماؤُنَا ثارُوا لِيَمْحُوا ظُلْمةً
وَلِيرْفَعوا فَوْقَ الرُبى أَعْلامَ نَصْرْ
حَيِّ الأُباةَ الشَّامخينَ عَلى المَدى
الصّانِعينَ بِفِعْلِهِمْ .. أَمجْادَ فَخرْ