صوري

أهلا بك عزيزي

آمل أن تكون مشاركا لي في طروحاتي و متفاعلا معها ، فلا تغادر قبل أن تترك أثرا

السبت، مارس 29، 2008

الناس في بلادنا

إن شخصا واحدا ، لا يطعم أمة و لا يسقيها ، و ذلك عندما نضع بعين الاعتبار تلك المطامع الشخصية التي تحرك هذا الشخص و تصنع سياسته.
و العالم العربي من محيطه إلى خليجه – سبحان الله – لا هم له سوى الرقص و التغني بأمجاد قائد أو زعيم ، لم يصنع شيئا سوى أنه زعيم، و بما أنه الزعيم فقد أمتلك هذه الدولة من جميع أركانها ، فهي دولته و مرعاه الذي يسوق فيه الأغنام البشرية و يحركها وفق ما تقتضي مصالحه و رغباته. فالأغنام و المراعي ملك لصاحب الشأن.
أقفز عبر محطات التلفاز (العربية ) فلا أجد أحدا ، و لا أسمع سوى نغمة واحدة تعبر عن فرحة الشعب بالزعيم ، مع فروق بسيطة من ناحية الاسم و المسمى
أتأمل في التاريخ العربي فلا أجد سوى الأغنام ، و الذئاب و الكلاب المتقاتلة مع بعض الاستثناءات التي لا تكاد تذكر ، فالشعوب العربية في تاريخها الطويل لم تكن سوى أغنام يرعاها شيخ العشيرة أو القبيلة ، أو يرعاها الوالي أو الخليفة أو السلطان أو الرئيس أو الملك أو الأمير و غيرها من المسميات ، و تكون دائما منقادة نحو خدمة مصالح الزعيم ، بغض النظر عن كونها مكرهة أو مختارة ، فالذي نراه ، وا لظاهر لنا هو أنها تحتفل بالزعيم مختارة مندفعة بقوة لا جبر فيها و لا إكراه .
يخطر في بالي أن الشعوب تحب حكامها ، و أراجع نفسي و أنظر في الأمر ، و أتفكر فيه فلا أجد المبرر الذي يسوغ هذا الحب ، و لكن ما الذي تراه يدفع بالجماهير إلى الإحتشاد بهذه الطريقة التي تثير في النفس الغثيان (لمن يتدبر الأمر) . فعندما أنظر في نفسي أثوب إلى رشدي، ترى من هذا الذي يستطيع أن يدفعني لأغني أو أرقص له وبه ؟ فلا أجد أحدا . ترى لو أنه قدم لي بعض المكتسبات المادية على المستوى الشخصي فهل هذا سيكون دافعي للرقص التطبيل و الغناء له ؟ و يزداد عجبي و أتساءل ترى ما الذي قدمه هذا الزعيم أو ذاك لأبناء أمتنا حتى استحق كل هذا الذي أراه من رقص و تطبيل في الشوراع لحياتهم ، هل وصل الدعم لكل هؤلاء و لم يصلني ؟ .

ليست هناك تعليقات: